وسألته رضي الله عنه عن معنى صلاة الفاتح لما اغلق … الخ ،
فأجاب رضي الله عنه قال : ” معناه الفاتح لما أغلق : مِن صُوَرِ الأكوان فإنّها كانت مُغلقة في حجاب البطون وصُوَرِة العدَم وفُتِحَتْ مغاليقها بسبب وجوده صلّى الله عليه وسلّم وخرجتْ من صُوَرة العدَم إلى صُوَرِة الوجود ، ومِن حجابية البطون إلى نفسها في عالم الظهور ، إذ لولاه ما خلق الله موجودًا ولا أخرجه من العدم إلى الوجود ، فهذا أحد معانيه.
والثاني : أنّهُ فَتَحَ مغاليق أبواب الرحمة الإلهية وبسببه انفتحتْ على الخلق ولولا أنّ الله تعالى خَلَقَ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما رحم مخلوقًا ، فالرّحمة من الله تعالى لِخلْقِه بسبب نبيّه صلّى الله عليه وسلّم .
والثالث مِن معانيه : هي القلوب أُغلِقتْ على الشرك مملوءة به ولم يجِد الإيمان مدخلا لها ففُتِحَتْ بدعوته صلّى الله عليه وسلّم حتّى دخلها الإيمان وطهّرها من الشرك وامتلأت بالإيمان
والحكمة . قوله : والخاتم لما سبق : مِنَ النبوّة والرسالة لأنّهُ خَتَمَهَا وأغلقَ بابَها صلّى الله عليه وسلّم فلا مطمع فيها لغيره . وكذلك الخاتم لما سبق مِن صُوَرِ التجلّيات الإلهية التي تجلّى الحقّ سبحانه وتعالى بصُوَرِهَا في عالم الظهور لأنّهُ صلّى الله عليه وسلّم أوّل موجود أوْجَدَهُ الله في العالم مِن حجاب البطون وصورة العماء الرّباني ثمّ ما زال يبسط صُوَرَ العلم بعدها في ظهور أجناسها بالترتيب القائم على المشيئة الرّبّانية جنسًا بعد جنس إلى أنْ كان آخر ما تجلّى به عالم الظهور الصورة الآدمية على صورته صلّى الله عليه وسلّم ، وهو المراد في الصورة الآدمية ، فَكَمَا افتتح به ظهور الوجود كذلك أغلق ظهور صُوَرِ الموجودات صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله ” .